سياسة أحداث جارية

هل لعبت الولايات المتحدة دورًا في بناء قناتي بنما والسويس؟

هل لعبت الولايات المتحدة دورًا في بناء قناتي بنما والسويس؟

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قناتي بنما والسويس، موجة من الانتقادات، إذ قال إنه لولا الولايات المتحدة ما كانت لتتواجد كلا منهما.

وأضاف ترامب عبر حسابه على منصة “تروث سوشيال” أن السفن التي تمر عبر قناتي السويس وبنما لا يُفترض أن يدفعوا رسوم، مطالبًا بحرية الملاحة للسفن التجارية والعسكرية الأمريكية. ويأتي ذلك في الوقت الذي يُطلق فيه الرئيس الأمريكي تصريحات منذ توليه السلطة حول رغبته في السيطرة على قناة بنما.

وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”: “هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة”، فيما طالب وزير خارجيته، ماركو روبيو بالاهتمام بالأمر وإحراز تقدم فيه. وكان وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، طرح فكرة خلال زيارته لمدينة بنما هذا الشهر تتعلق بمرور السفن عبر قناة بنما.

ما هي قناة السويس؟

هي ممر مائي يربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر، وتُعدد فاصلًا بين قارتي أفريقيا وآسيا كما أنها أقصر طريق بحري بين أوروبا والأراضي المحيطة بالمحيطين الهندي والهادئ الغربي، وهي الممر الملاحي الأكثر استخدامًا في العالم. تقع القناة على مساحة 193 كيلومترًا بين بورسعيد في الشمال والسويس جنوبي مصر، وتُشر المعلومات إلى أن فكرة بناء قناة السويس إلى فترة ما قبل الميلاد، ولكن الخطوات الفعلية بدأت في عام 1854 عندما حصل فرديناند ديليسبس على قانون امتياز من نائب الملك (الخديوي) في مصر سعيد باشا لبناء قناة.

وفي عام 1856، صدر قانون آخر حصلت من خلاله الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، على حق تشغيل القناة لمدة 99 عامًا بعد اكتمال العمل. وبدأ البناء في عام 1859 واستغرق 10 سنوات بدلا من 6 سنوات، وتم الحفر في البداية بشكل يدوي باستخدام الأدوات المخصصة، وتعرّض الفلاحون المصريون للجلد عند العمل كعمالة قسرية.

في وقت لاحق، تم الاستعانة بالجرافات التي كان يشغلها العمال الأوروبيون، وفي أغسطس 1869، اكتمل بناء الممر المائي، وافتُتح رسميًا في حفلٍ مُهيب في 17 نوفمبر. وكانت شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية منذ تأسيسها وتم عرض أسهمها على نطاق واسع واشترى الفرنسيون 52% من هذه الأسهم، واحتفظ سعيد باشا بـ44 سهمًا.

ويتضح من تلك المعلومات أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في بناء قناة السويس أو تشغيلها سواء في الماضي أو في الوقت الحالي. على الجانب الآخر، هيمنت قناة السويس على 10% من الملاحة العالمية في الفترة من قبل هجمات الحوثيين من اليمن على البحر الأحمر وخليج عدن، إذ هاجموا سفن الشحن والتجارة في المنطقة اعتراضًا على العدوان الإسرائيلي على غزة، ما دفع السفن لاتخاذ مسارات أخرى مثل الالتفاف حول قارة أفريقيا.

وقالت مصر في عام 2024 إن إيرادات قناتها انخفضت بنسبة 60%، أي بخسارة قدرها 7 مليارات دولار. وترجع أهمية القناة إلى أنها أقصر طريق بحري بين أوروبا وآسيا، وكانت السفن تضطر قبل حفرها للالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا.

تاريخ قناة بنما

ممر ملاحي مملوك لدولة بنما يبلغ طولها حوالي 65 كيلومترًا، تربط المحيطين الأطلسي والهادئ عبر برزخ بنما، وهي أحد أكثر الممرات المائية الاصطناعية استراتيجيةً في العالم إلى جانب قناة السويس. واحتفظت الولايات المتحدة التي بنت القناة في عهد الرئيس ثيودور روزفلت بسيطرتها على قناة بنما منذ افتتاحها في عام 1914 وحتى عام 1979.

وفي عام 1979، انتقلت ملكية القناة إلى وكالة مشتركة بين الولايات المتحدة وبنما، ومنها إلى السيطرة الكاملة من قِبل بنما في عام 1999 والتي تتولى إدارتها منذ ذلك الحين وحتى الآن. وترجع أهمية قناة بنما إلى أنها اختصرت وقت عبور السفن من السواحل الشرقية والغربية للقارات الأمريكية الذي كان يستغرق شهرين من خلال تضطر إلى الالتفاف حول كيب هورن في أمريكا الجنوبية، إلى حوالي 10 ساعات.

اقرأ أيضًا:
تصريحات ترامب عن قناة السويس.. هل تخلق تصادمًا أمريكيًا مصريًا؟
 بعد تهديدات ترامب بشأن قناتها.. بنما تلجأ للأمم المتحدة
أسباب تدفع ترامب للهيمنة على قناة بنما