سياسة

المجاعة تضرب غزة ووفاة العشرات جوعًا بعد نفاد مخزون الطعام.. ماذا بعد؟

أزمة الجوع تضرب قطاع غزة وسط وفاة العشرات بسبب نقص الغذاء

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، عن نفاد جميع مخزوناته الغذائية في قطاع غزة، نتيجة استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والتجارية منذ أكثر من 7 أسابيع، فيما وصفته الوكالة بأنه أطول حصار يتعرض له القطاع.

تأتي هذه التطورات في وقت تُعاني فيه غزة من ظروف إنسانية وصحية كارثية، مع تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل 78 شخصًا خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.

 

برنامج الأغذية العالمي: مخازننا خالية تمامًا في غزة

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان رسمي: “لقد نفد بالكامل مخزون برنامج الأغذية العالمي المخصص للأسر في غزة، تم توزيع آخر الكميات المتبقية على مطابخ الوجبات الساخنة، والتي يُتوقع أن تتوقف عن العمل خلال أيام.”

وأشار البيان إلى أن 25 مخبزًا مدعومًا من البرنامج أُغلق بالكامل في نهاية مارس، بعد نفاد كميات الدقيق ووقود الطهي، كما انتهت الحصص الغذائية التي كانت تُوزع على العائلات كل أسبوعين.

 

الواقع يتجاوز التحذيرات 

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أن المجاعة لم تعد خطرًا وشيكًا، بل أصبحت واقعًا مأساويًا، موضحًا أن: 52 شخصًا توفوا نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلًا.

أكثر من مليون طفل يعانون الجوع يوميًا، في ظل عجز آلاف العائلات عن توفير وجبة واحدة فقط لأطفالها.

من جهته حذر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية التي يمكن أن تُطعم مليون شخص لمدة 4 أشهر، لا تزال عالقة على الحدود بسبب استمرار الإغلاق.

 

إسرائيل تنفي وقوع مجاعة وتتهم حماس

في المقابل، تنفي إسرائيل وجود أزمة جوع في غزة، وتتهم حركة حماس باستغلال المساعدات الإنسانية، وهو ما تنفيه الحركة بشدة.

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن 25 ألف شاحنة مساعدات دخلت القطاع خلال فترة الهدنة التي استمرت 42 يومًا قبل إغلاق المعابر في مارس.

لكن، بحسب برنامج الأغذية، فإن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 1.400% مقارنة بفترة الهدنة، ما يجعل الحصول على الطعام مستحيلًا بالنسبة لمعظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

 

غارات متواصلة ونزوح جديد في غزة

قالت وزارة الصحة في غزة، يوم الجمعة، إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 78 شخصًا خلال الساعات الماضية، في مناطق مختلفة من القطاع.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال فجّرت منازل في أحياء الشجاعية ورفح، ما تسبب بموجات نزوح جديدة، خاصة بعد أوامر إخلاء لسكان بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا.

 

مأزق سياسي ووساطة مصرية

تزامنًا مع تصاعد العمليات، أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن وفدًا من حماس سيزور القاهرة يوم الجمعة، لبحث استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة.

منذ انهيار الهدنة في 18 مارس، قُتل أكثر من 1,900 فلسطيني، وشُرد مئات الآلاف، فيما تواصل إسرائيل السيطرة على ما تُسميه “منطقة عازلة”.