صحة

السكر للأطفال: دراسة تكشف أضرار تناول السكر مبكرًا!

لطالما كان تناول السكر للأطفال مصدر تحفظ كبير لدى الآباء والأمهات، إذ يعلمون أن تناول السكر بكميات كبيرة قد يضر بصحة أطفالهم، لكن الأبحاث الحديثة تكشف مدى الضرر الذي قد يسببه. دراسة حديثة نشرت في مجلة “ساينس” وجدت أن ارتفاع مستويات السكر في الطعام في مرحلة الطفولة قد يؤدي إلى مشاكل صحية دائمة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع 2، في وقت لاحق من الحياة.

السكر للأطفال: هل ضرره كبير في عمر مبكر؟

تشير الدراسات إلى أن الأطفال في الولايات المتحدة يستهلكون في المتوسط 17 ملعقة شاي من السكر المضاف يوميًا، وهو ما يعادل حوالي 300 سعرة حرارية. هذا الرقم يتجاوز بكثير النسبة الموصى بها، حيث يوصي مسؤولو التغذية بأن يكون السكر المضاف أقل من 10% من إجمالي السعرات الحرارية للأطفال فوق سن الثانية.

الأبحاث القديمة والحديثة تؤكد المخاطر

دراسة فريدة قامت بها تاديا غراكنر وفريقها، استهدفت تأثير استهلاك السكر المبكر في الحياة من خلال تجربة طبيعية فريدة حدثت خلال الحرب العالمية الثانية في المملكة المتحدة، حيث فرضت قيود صارمة على السكر لمدة 12 عامًا. قارن الباحثون بين الأطفال الذين ولدوا قبل وبعد رفع القيود على السكر ووجدوا أن الأطفال الذين تعرضوا لكمية أقل من السكر كان لديهم خطر أقل للإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم بنسبة 35% و20% على التوالي.

كيف يؤثر السكر للأطفال على حاضرهم؟

تشير الأبحاث إلى أن استهلاك السكر للأطفال في مستويات زائدة يمكن أن يسبب السمنة، وهو ما يعاني منه حوالي طفل واحد من كل خمسة في الولايات المتحدة. هذا الارتباط بين السكر والسمنة يؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع 2. علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يشربون مشروبات سكرية يوميًا يزيد لديهم مقاومة الأنسولين بنسبة 34% مقارنة بأقرانهم.

التأثيرات طويلة المدى للسكر على الدماغ

على الرغم من أن بعض الناس يربطون السكر بزيادة النشاط في الأطفال، فإن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن السكر قد يسبب مشاكل معرفية أخرى. ففي دراسة على الفئران الصغيرة، وجد أن الإفراط في تناول الفركتوز في وقت مبكر من الحياة قد يسبب ضعفًا في الانتباه وزيادة الاندفاع.

الحد من السكر للأطفال في نظامهم الغذاءي

إن تقليل السكر في النظام الغذائي للأطفال أمر بالغ الأهمية، لكن من الصعب على العديد من الآباء تحقيقه. نصح الخبراء بقراءة ملصقات الطعام بعناية، حيث أن السكر يمكن أن يظهر تحت أسماء متعددة مثل المالتيز، والسكر عالي الفركتوز، وعصير الفواكه الطبيعي المركز.

سلوكيات بديلة

بالمقابل، يمكن تشجيع الأطفال على شرب الماء بدلًا من المشروبات السكرية، والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمعبأة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر. كما يُنصح بتقديم الوجبات المنزلية والموارد الغذائية الطبيعية التي تحتوي على أقل قدر ممكن من السكر.

في النهاية

السكر ليس فقط عاملًا في زيادة الوزن ولكن يؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال على المدى الطويل. الحد من تناول السكر في مرحلة الطفولة ليس فقط مفيدًا للوقاية من السمنة والسكري، بل يساعد أيضًا في بناء عادات غذائية صحية تستمر مدى الحياة. بينما من الصعب تقليل السكر بشكل كامل، فإن تعليم الأطفال حدود تناول السكر من سن مبكرة يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتهم المستقبلية.